Site icon Matrahak مَطرحَك

هل الاستثمار في العمل الخيري أثناء الأزمات، واجهة تسويقية لشركات التطوير العقاري؟

مع موجة زيادة الأسعار الحالية في النص التاني من 2022 مفيش شك إن كل القطاعات بتتأثر بانخفاض قيمة الجنيه المصري قصاد الدولار. لكن إيه ارتباط ميدان العمل الخيري والمجتمعي بقطاع العقارات؟

غلاء الأسعار أو زيادة التضخم مع بقاء الرواتب والدخول على ما هي عليها، بيخلي الناس تقلل من مصروفاتها. من ضمن المصروفات دي هي التبرعات اللي بيدفعها الناس للجهات الخيرية. الحالات اللي الجمعيات والمؤسسات الخيرية بتشتغل عليها بتتأثر وبيصعب تغطيتها بالغذاء والدواء أو العمليات جراحية، إلخ.

مجال العقارات بما إنه من أكتر المجالات ربحاً والعقار بتزيد قيمته حتى مع الأزمات، فتأثير التضخم عليه بيكون أقل حدة من قطاعات كتير تانية. كمان قطاع العقارات والإنشاءات هو اللي بيساهم بشكل مباشر في إنشاء دور العبادة والمستشفيات والجمعيات الخيرية بإسهاماتها المختلفة في ميادين العمل المجتمعي.

من ساعة صدور لائحة تنفيذية للقانون فى 2021، حجم التمويلات الواردة للجمعيات والمؤسسات الأهلية كبر عن قبل كده. بلغ حجم المنح والتبرعات الواردة من الجهات المانحة لـ 2 مليار و222 مليون جنيه. وبلغ حجم التبرعات من خلال تراخيص جمع المال على مستوى الجمهورية 4 مليارات و997 مليون جنيه. على سبيل المثال جمعية الأورمان ارتفعت التبرعات لها بنسبة تتراوح بين 20 و24% خلال أزمة كورونا.

لكن مؤخراً في 2022 كتير من الجمعيات بتشتكي من قلة الموارد خصوصا بعد الغلاء الأخير والتضخم.

مستشفى علاج السرطان للأطفال بالمجان 57357 كانت أعلنت عن انخفاض التبرعات بشكل كبير من أكتوبر ولحد ديسمبر 2022. واللي بيأثر على علاج ولادنا والأسر الفقيرة غير القادرة على العلاج. كمان مؤسسة مرسال للرعاية الصحية صرّحت إن عندهم عجز كبير في مخصصات العلاجات الشهرية لدرجة إنهم ممكن يوقفوا دعم البند ده.

السؤال، هل رجال الأعمال يمكنهم توجيه تبرعاتهم إلى الجهات دي؟ ومش شرط يكون التبرع مبلغ مالي وإنما ممكن استثمار المباني غير المستغلة في الأحياء الفقيرة وتحويلها إلى مباني خدمية حية لخدمة المواطنين؟ أشبه بالمجمعات الطبية التابعة لجمعية الدكتور الراحل مصطفى محمود في المهندسين وأكتوبر، ومجمع رجل الأعمال في مجال المدارس الخاصة “محمد جلال” الخيري ببركة الحاج.

من معرفتنا بالمجال، لاحظنا غن بالفعل فيه مستثمرين في مجال العقارات اتبرعوا أو ساهموا في مشاريع خيرية وتنموية.

شفنا “حضّانات الأطفال المبتسرين” من مؤسسة مرسال تم التبرع بالمبنى في فيصل والقيام بالتشطيبات وإنشاء الوحدات بالتبرعات. وكمان مبادرة كارت الشحن اللي بدأت شرارتها فتاة اتبرعت بكارت شحن فودافون بقيمة 10 جنيه لصالح مؤسسة مرسال خلال شهر رمضان 1443 ه – 2022 م، ودخلت شركة “فودافون” بمسابقة تحفز عملائها إن كل كارت شحن هيروح جزء من رصيده تبرعات لصالح مؤسسة مرسال، وده عمل زخم كبير جداً لفودافون وكمان عائد لجمعية مرسال بقيمة 8 مليون جنيه.

شفنا مشروع أرض مزرعة النخيل بالوادي الجديد التابع للجمعية الشرعية ضمن مباردة الدولة لزراعة مليون نخلة في مصر. وكمان مجهودات بيت الزكاة والصدقات المصري في تجديد وبناء البيوت في المناطق الفقيرة في قرية الشيخ زويد بشمال العريش.

المبادرات دي كلها كانت خلال 2021 و2022. إلا إننا بدخول سنة 2023 محتاجين مبادرات أكتر تحفز رجال الأعمال القادرين وأصحاب شركات الاستثمار والتمويل العقاري بتمويل مشاريع مشابهة تساهم في سد العجز واستثمار بعض الملايين في الخير أو مباني جاهزة تتخصص لخدمة أهالي الأحياء الفقيرة ذات الكثافة العالية كمستشفيات ومستوصف أو مراكز تعليم ومساعدات اجتماعية، أو تخصيص أراضي لإقامة مشاريع رعاية الماشية أو التشجير أو بناء مصانع وورش للفئات غير القادرة وذوي الاحتياجات الخاصة.

الاستثمارات دي غير إن مردودها عند ربنا في الآخرة، إلا إن قيمتها في البركة هنا في الدنيا كمان عظيم، وبيعود عادةً بالنفع على أصحاب الاستثمارات في تعريف شريحة أوسع من الجمهور عليهم وعمل دعاية جيدة.

Exit mobile version